هل قتل الإخوان المسلمون الشيخ حسن البنا ..!!؟؟ ( الأجزاء 1-2 )

هل قتل الإخوان المسلمون الشيخ حسن البنا 00؟؟!!
(1 - 6)
دراسة بقلم : د0 سيتى شنوده



قدمت قيادات كثيرة فى جماعة الإخوان المسلمين – طوال أكثر من خمسين عاما - روايات مختلفة عن حادث اغتيال مرشد الجماعة الأستاذ حسن البنا يوم 12 فبراير 1949 00 ولكن من الغريب أن كل هذه القيادات لم تذكر عن هذا الحادث الخطير إلا كلمات قليلة 00 وكأنها حاولت إخفاء أسرار وتفاصيل الجريمة 00 وليس كشفها وفضحها 00 خاصة وأن جهات عديدة اتهمت وقتها جماعة الإخوان المسلمين نفسها بأنهم هم الذين قتلوا مرشدهم 00؟!
ويقول الأستاذ صلاح شادي القيادي السابق فى النظام الخاص ( التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) والذي كان فى نفس الوقت أحد كبار ضباط الشرطة المصرية، فى مذكراته بعنوان " صفحات من التاريخ 00 حصاد العمر " ( الطبعة الثالثة عام 1987 – الناشر: دار الزهراء للإعلام العربي )، يقول فى صفحة 106 عن حادث اغتيال فضيلة المرشد: { فى يوم 12 فبراير 1949 تلقى الإمام حسن البنا استدعاءاً مجهولاً إلى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين قبيل غروب شمس هذا اليوم، وبينما كان يهم بركوب السيارة الأجرة التي كان يستقلها مع صهره عبد الكريم منصور، أطفئت أنوار شارع الملكة نازلي الذي يقع فيه بناء الجمعية، وأطلق عليه المخبر/ أحمد حسين جاد الرصاص00 وصعد المرشد على سلالم دار الشبان بالرغم من إصابته، وطلب عربة الإسعاف بنفسه تليفونياً، وحملته العربة إلى القصر العيني حيث لاقى ربه بسبب النزيف الذي لحقه من اصابته0} كما يقول فى نفس الصـفحة: { 00 لقد أراد إبراهيم عبد الهادي – رئيس الوزراء – أن يقدم رأس حسن البنا هديه للملك فاروق فى العيد السنوي لجلوسه المشئوم على عرش مصر وهو يوم 12 فبراير 1949م} 0
ومن الغريب أن الأستاذ/ صلاح شادي - القيادي الكبير فى النظام الخاص - يكتفي بهذه السطور القليلة عن هذا الحادث الغامض الخطير الذي هز مصر كلها 00 وأطلق التهم بالمسئولية عن الحادث على جهات عديدة 00 ومنها جماعة الإخوان المسلمين نفسها ، والنظام الخاص للجماعة على وجه التحديد 00؟؟!!
وهناك بعض الملاحظات على الرواية التي أوردها الأستاذ صلاح شادي عن الحادث:
1- لم يذكر الأستاذ صلاح شادي - أو حتى يشير - إلى أي محاوله للوصول إلى صاحب الاستدعاء المجهول للأستاذ حسن البنا، الذي جعله يذهب على الفور إلى المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين، كما ادعى الأستاذ صلاح شادي 00؟! وهل كان فضيلة المرشد يستجيب بهذه البساطة لاى استدعاء يصل إليه من أي شخص مجهول 00؟؟!!
2- هل هناك احتمال أن من قام باستدعاء الأستاذ حسن البنا لجمعيات الشبان المسلمين هو شخص معروف جيدا لفضيلة المرشد 00 وهـــــــــــو ما يفسر استجابته السريعة لهذا الاستدعاء 00؟؟!!
3- يحدد الأستاذ صلاح شادي – بصوره قاطعه – أن من قام بقتل الأستاذ حسن البنا هـــو المخبر / أحمد حسين جاد 00 فهل كان هذا المخبر معروف للإخوان، واستطاعوا التعرف عليه أثناء تنفيذه الجريمة 00؟؟!! وإذا كان ذلك 00 فهل يعقل أن يرسل البوليس السياسي – الذي اتهمه الإخوان باغتيال فضيلة المرشد – أحد مخبريه المعروفين للإخوان 00 لكي يغتال مرشد الإخوان 00؟؟!! ألم يكن من الأجدى للبوليس السياسي أن يرسل شخص أخر مجهول لتنفيذ هذه الجريمة 00 بدلا من هذا المخبر المعروف للجميع 00؟؟!!
4- يقول الأستاذ صلاح شادي أنه تم التخطيط لاغتيال فضيلة المرشد يوم 12 فبراير 1949 وهو نفس يوم العيد السنوي لجلوس الملك على عرش مصر 00 وان إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء قدم رأس حسن البنا هديه للملك فاروق فى هذا اليوم 00؟! ولكن تنفيذ الجريمة فى هذا اليوم بالذات يعطى فرصه ثمينة لمن يريد أن يوجه أصابع الاتهام إلى رئيس الوزراء والى البوليس السياسي والى الملك فاروق نفسه 00؟! فهل أراد رئيس الوزراء والملك والبوليس السياسي تقديم قرينه ضد أنفسهم 00 واثبات التهمه والجريمة عليهم بتنفيذها فى هذااليوم على وجه التحديد 00؟؟!! أم أن من قام بالتخطيط الدقيق والتنفيذ الناجح ، اختار – بذكاء شديد -هذا اليوم بالذات لتوجيه اتجاه تفكير الناس وتوجيه دفة الاتهام والشك والاشتباه إلى الملك والى رئيس الوزراء والى البوليس السياسي 00؟؟!!
وتتوالى الأسئلة العديدة – والمفاجآت العديدة أيضا ؟! – كلما تعمقنا فى بحث ودراسة حادث اغتيال الأستاذ حسن البنا ، وكلما أخرجنا التفاصيل من الجحور التي تم وضعها وإخفائها فيها 00؟! و الغريب أن كل قادة الإخوان اتفقوا فيما بينهم على إخفاء تفاصيل الحادث وعدم بحثها، وعدم كشف الظروف المريبة التي أحاطت به 00؟! كما اتفقوا على تقديم رواية ساذجة معتمده رسميا من قادة الجماعة عن الحادث 00 لتحويل الاتهام بقتل المرشد إلى وجهه معينه 00 والى جهات متعددة 00 لتفريق دم الأستاذ حسن البنا بين قبائل متعددة 00 ولتشتيت التحقيق وتفتيت البحث عن قاتل المرشد الحقيقي 00 ولذلك اتهم الإخوان كل من : البوليس السياسي ورئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي والملك والاستعمار العالمي والدول الاستعمارية ومنها انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية 00بقتل فضيلة المرشد ، ولكنهم لم يتهموا جهة محدده 00 ولم يقدموا اى دليل أو إثبات واحد على صحة رواياتهم المتعددة عن الحادث 00 أو آي دليل يؤكد اتهامهم لآى جــه من الجهات العديدة التي اتهموها بقتل الشيخ حسن البنا 00؟؟!!

*****
ولكن الأستاذ أحمد عادل كمال - القيادي فى النظام الخاص لجماعة الإخوان المسلمين - يورد رواية الاغتيال بصوره مختلفة تماما فى مذكراته بعنوان " النقط فوق الحروف " ( الطبعة الثانية عام 1989 – دار الزهراء للإعلام العربي ) 00 ففي ص 298 يروى حادث اغتيال المرشد 00 ولكنه لا يورد اى ذكر" لإستدعاء مجهول" أو "استدراج" للأستاذ حسن البنا إلى جمعية الشبان المسلمين كما ذكر الأستاذ صلاح شادي فى مذكراته 00 ويقول الأستاذ كمال انه كانت هناك اجتماعات تتم بين فضيلة المرشد وبين الحكومة فى دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي - عن طريق وسطاء - لحل الخلافات بين الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين ، ويقول أن هذه الاتصالات كانت تتم مع : { الوزير مصطفى مرعى ، فى لجنه ضمت صالح حرب باشا وزكى على باشا ومصطفى آمين 00 ولكن
مصطفى مرعى رفض الاستمرار فى الوساطة على أثر حادث المحكمة 00} 000 ( وهو الحادث الذي قام فيه أعضاء الجهاز العسكري السري للإخوان المسلمين - خلافاً لتعليمات المرشد حسن البنا – بمحاولة نسف محكمة استئناف القاهرة يوم 13 يناير 1949، لإتلاف أوراق قضية السيارة الجيب التي اتهم فيها قادة النظام الخاص بتكوين تشكيل سرى مسلح وحيازة أسلحه ومفرقعات والقيام بأعمال تخريبية واغتيالات وتدمير منشئات فى أنحاء متفرقة من مصر ) 0
ثم يقول الأستاذ كمال : { ولم يكّل الأستاذ 00 فعاود الاتصال عن طريق رجل أخر اسمه محمد الناغى ، كان يمت إلى إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء بصلة قرابة ، وكان لقائهم يتم فى دار جمعية الشبان المسلمين بشارع الملكة نازلي 00} ثم يقول فى ص 299 : { وخرج الأستاذ من دار الجمعية وبصحبته صهره الأستاذ عبد الكريم منصور المحامى ، فكان المرور مقطوعاً بهذا الجزء من الشارع الذي هو أكبر وأطول شوارع القاهرة ، كذلك كانت الاضاءه مقطوعة والظلام يخيم على المكان 0 كانوا قد استدعوا سيارة أجرة ركبها الأستاذ البنا والأستاذ عبد الكريم، وقبل أن تتحرك تقدم منها شخصان مسلحان بالمسدسات 00 وراح أحدهما يطلق النار على الأستاذ داخل السيارة فأصابه برصاصات 00 وفتح الأستاذ البنا باب السيارة ونزل منها وامسك ذلك المجرم بيده ، فتقدم زميله المجرم الثاني لنجدته وأطلق النار على الأستاذ وانسحب بزميلة ، فعبرا الشارع إلى الجانب الأخر، حيث ركبا سيارة كانت تنتظرهما وبها سائقها ، فانطلقت بهما 00}0
ويتحدث الأستاذ أحمد عادل كمال عن مرشد للبوليس السياسي فى جمعية الشبان المسلمين يدعى محمد الليثى ، ويقول : { 00 تمكن محمد الليثى 00 وقد أجتاز شطر الشارع المخصص للترام أن يرى السيارة وان يلتقط رقمها ، و استطاع مراسل جريدة " المصري " أن يحصل على هذا الرقم من فم الليثى 00 وسارع به إلى جريدته التي بادرت بنشره صباح اليوم التالي 00 وصودرت الجريدة وأحرقت جميع نسخها ، فقد كان الرقم هو رقم سيارة الأميرالاى (العميد) محمود عبد المجيد 00 } 00 وكان الأميرالاى محمود عبد المجيد هو وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي 00؟؟!!
ولنا هنا أيضا بعض الملاحظات على الرواية التي أوردها الأستاذ أحمد عادل كمال عن اغتيال الشيخ حسن البنا :
1) الأستاذ كمال ينفى تماما قصة استدراج فضيلة المرشد " بإستدعاء مجهول " إلى المركز العام بجمعيات الشبان المسلمين التي حاول الأستاذ صلاح شادي أن يروج لها للوصول إلى هدف أكبر 00 وهو أن الحكومة هي التي قامت باغتيال المرشد الأستاذ حسن البنا 0 ويقول الأستاذ كمال أن الأستاذ حسن البنا ذهب بنفسه إلى المركز لحضور اجتماع مع وسطاء الحكومة لحل الخلافات ورأب الصدع بين الجماعة والحكومه0
2) يقول الأستاذ كمال أن الذين اغتالوا فضيلة المرشد هما " شخصان مجهولان " لم يحدد اسم أو صفة اى منهما 00 خلافا لرواية الأستاذ صلاح شادي الذي ذكر أن الجاني هو شخص واحد معروف هو المخبر/ أحمد حسين جاد 00 وهو تناقض واضح بين الروايتين 00 ينفى أحداهما تماما 00؟؟!!
3) يتحدث الأستاذ كمال عن مرشد للبوليس السياسي يدعى محمد الليثى ، قام البوليس السياسي " بزرعه " فى جمعية الشبان المسلمين 00 ويقول أن هذا المرشد اجتاز الشارع لكي يلتقط رقم السيارة التي استقلها الجناة بعد تنفيذهم الجريمة 00 وأنه ابلـــغ


رقم السيارة إلى مراسل جريدة " المصري" 00التي نشرته صباح اليوم التالي 0 وهى أقوال غريبة 00؟؟!! فهل مرشد البوليس السياسي يعمل لحساب البوليس السياسي 00 أم يعمل ضدهم 00 و " يفضحهم " ويكشف رقم السيارة التي استخدمها الجناة من رجال البوليس السياسي 00 كما ادعى قادة الإخوان 00؟؟!!
4) ذكر الأستاذ أحمد عادل كمال أن رقم السيارة التي استقلها الجناة كان رقم سيارة الاميرلاى محمود عبد المجيد ( وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي ) 00 فهل البوليس السياسي بهذه السذاجة 00؟؟!! وهل من المقبول عقليا أن يرسل جهاز بحجم البوليس السياسي سيارة وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي لاغتيال اى شخص 00 خاصة لو كان هذا الشخص بأهمية وخطورة وحساسية مركز الشيخ حسن البنا مرشد جماعة الإخوان المسلمين 00؟؟!! وهل لم يجد البوليس السياسي سيارة أخرى لتنفيذ عملية الاغتيال إلا سيارة وكيل وزارة الداخلية للأمن الجنائي 00 وهى سيارة معروفه للكافة ويمكن بسهوله الوصول إلى صاحبها 00؟؟!! وهل أراد البوليس السياسي بذلك تقديم دليل واضح يدين البوليس السياسي المصري والحكومة والملك، أمام الشعب المصري وأمام العالم كله بهذه الجريمة النكراء 00؟؟!! وهل أراد البوليس السياسي أن يعطى جماعة الإخوان المسلمين فرصه ذهبيه وحجه مقبولة لشن حمله ضارية ضد الحكومة وضد الملك وضد البوليس السياسي 00 لكسب تعاطف الشعب المصري – بل شعوب وحكومات العالم كله – والحصول على مكاسب لا تقدر بثمن00 باعتبار أن الإخوان هم ضحايا مضطهدين وشهداء 00 وأن الحكومة تغتالهم وتغتال مرشدهم أمام العالم كله00؟؟!! 00 ولكن جماعة الإخوان لم تستطيع إثبات آي من هذه الروايات والاتهامات 00 بل كانت كلها أقاويل مرسله ، تتناقض مع بعضها ، وتتساقط عند أول فحص أو تمحيص 00؟؟!! وذلك فى الوقت الذي تعمدت فيه الجماعة التغطية تماما وفرض "مؤامرة صمت " على خلافات وصدامات وأحداث خطيرة حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين نفسها ، بدأت قبيل اغتيال الأستاذ حسن البنا واستمرت بعد اغتياله 00 وأدت إلى أن قام الإخوان بقتل وتكفير بعضهم 00 فى سبيل التمسك بالمراكز والمواقع التي يتسيدوها ويسيطروا عليها فى الجماعة ، كما سنورد لاحقا 0000

****












هل قتل الإخوان المسلمون الشيخ حسن البنا 00؟؟!!
(2 - 6)
دراسة بقلم : د0 سيتى شنوده

يتحدث الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف الأسبق والعضو القيادي فى النظام الخاص (التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) فى مذكراته بعنوان " فى نهر الحياة" ( الطبعة الأولى – أغسطس 2006 – المكتب المصري الحديث) عن الوقائع الهامة التي حدثت داخل جماعة الإخوان المسلمين – والتي حاول قادة الجماعة طوال أكثر من خمسين عاما التغطية عليها وعدم نشرها أو حتى الإشارة إليها – ويورد الدكتور عبد العزيز كامل شهادته عن هذه الأحداث الخطيرة التي تكشف الكثير من أسرار الجماعة وأسرار اغتيال الأستاذ حسن البنا ، و يتحدث عن الخلاف الشديد الذي وصل إلى حد الصدام وتبادل الاتهامات – بل والتكفير – بين الأستاذ حسن البنا وعبد الرحمن السندى قائد التنظيم العسكري السري ، والذي ظهر واضحا بعد قيام التنظيم السري باغتيال المستشار أحمد الخازندار رئيس محكمة استئناف القاهرة يوم 22 مارس 1948 – والذي ينكر قادة الإخوان حتى الآن أي علاقة لهم باغتياله - ويقول فى صفحة 45 " فى نهر الحياة " : { فى صبيحة هذا اليوم ، بينما كان المستشار أحمد الخازندار بك فى طريقه من منزله فى حلوان إلى عمله 00 عاجله اثنان من شباب الإخوان بإطلاق النار علية ، فأردياه قتيلا 00 وأمكن القبض على الاثنين : محمود زينهم وحسن عبد الحافظ 000000 وسئل الأستاذ حسن البنا 00 ولكن أطلق سراحه لعدم كفاية الادله 00} 00؟؟!!
ويتحدث الدكتور عبد العزيز كامل فى ص 46 عن الجلسة التي عقدها المرشد لمسائلة عبد الرحمن السندى بعد قيامه باغتيال المستشار أحمد الخازندار ، والتي حضرها قادة التنظيم العسكري السري- ومنهم د0 عبد العزيز كامل نفسه - ويصف حالة المرشد وحالة السندى فى هذا الاجتماع العاصف ، ويقول : { 00 ولازلت اذكر الأستاذ حسن البنا وجلسته 00 وعليه يبدو التوتر 00 أراه فى حركة عينيه السريعة 00 والتفا ته العصبي 00 ووجهه الكظيم 00 والى جواره قادة النظام الخاص ، عبد الرحمن السندى رئيس النظام 00 وكان لا يقل توترا وتحفزاً عن الأستاذ 00 ثم أحمد حسنين ومحمود الصباغ وسيد فايز 00000} 00؟؟!!
ويتحدث د0 عبد العزيز كامل بعد ذلك عن تفاصيل خطيرة حدثت فى هذا الاجتماع العاصف الذي شهد اتهامات 00 واتهامات مضادة 00 وأقوال 00 وتكذيب لهذه الأقوال 00 بين المرشد وعبد الرحمن السندى 00 ويقول فى ص 47 – 48 : { وما اذكر أن الأستاذ عقد مثل هذا الاجتماع طوال حياته فى الإخوان بهذه الصورة 00 وكان واضحا أن الخلاف شديد بين المرشد وعبد الرحمن السندى 00 فأمام كبار المسئولين ، سيبدو إن كان الأستاذ قد أمر ، أو أن عبد الرحمن تصرف من تلقاء نفسه 00 وفى ماذا 00؟! فى قتل المستشار 00 وتسجيل عدوان دموي على القضاء فى مصر 0 ووجهت حديثي إلى الأستاذ قائلا : أريد من فضيلتكم أجابه محدده بنعم أو لا على أسئلة مباشره لو سمحتم 0 فأذن بذلك فقلت : هل أصدرت فضيلتكم أمرا صريحا لعبد الرحمن بهذا الحادث ؟ قال: لا00 قلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك وتلقى به الله يوم القيامة ؟ قال : لا0 قلت : إذن فضيلتكم لم تأمر ولا تحمل مسئولية هذا أمام الله 0 قال : نعم 0فوجهت القول إلى عبد الرحمن السندى - وأستأذنت الأستاذ فى ذلك فأذن-

ممن تلقيت الأمر بهذا ؟ فقال: من الاستاذ0 فقلت: هل تحمل دم الخازندار على رأسك يوم القيامة ؟ قال: لا0 قلت: وهذا الشباب الذي دفعتم به إلى قتل الخازندار من يحمل مسئوليته؟ الأستاذ ينكر وأنت تنكر، والأستاذ يتبرأ وأنت تتبرأ0 قال عبد الرحمن : عندما يقول الأستاذ انه يتمنى الخلاص من الخازندار فرغبته فى الخلاص أمر منه ؛ قلت : مثل هذه الأمور ليست بالمفهوم أو بالرغبة واسئلتى محدده ، وإجاباتكم محددة ، وكل منكما يتبرأ من دم الخازندار ، ومن المسئولية عن هذا الشباب الذي أمر بقتل الخازندار0 000ولا يزال المسلم فى فسحه من دينه ما لم يلق الله بدم حرام، هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 ثم قلت له ( للأستاذ) والآن هل تترك المسائل على ما هي عليه ، أم تحتاج منك إلى صورة جديدة من صور القيادة و تحديد المسئوليات ؟ قال: لابد من صورة جديدة وتحديد المسئوليات ، واستقر رأيه على تكوين لجنه تضم كبار المسئولين من النظام، بحيث لا ينفرد عبد الرحمن برأي ولا تصرف 00 وتأخذ اللجنة توجيهاتها الواضحة المحددة من الأستاذ 00 وأن يوزن هذا بميزان دينى يقتضى أن يكون من بين أعضائها - بالاضافه إلى أنها تتلقى أوامرها من الأستاذ – رجل دين على علم وإيمان ، ومن هنا جاء دور الشيخ سيد سابق ميزانا لحركة الآلة العنيفة 00 } 0
وهذا القرار الخطير الذي اتخذه الشيخ حسن البنا لتكوين لجنه لقيادة التنظيم العسكري السري تتلقى أوامرها من المرشد شخصياً00يعنى بكل وضوح الغاء صلاحيات عبد الرحمن السندى فى الانفراد بقيادة التنظيم السرى 00 وتهميش دوره فى قيادة قوات التنظيم المسلح 00 ويعنى كذلك إلغاء سيطرة السندى المطلقة على هذا التنظيم المسلح الخطير 0
ويستمر د0 كامل فى سرد وقائع هذا الاجتماع الخطير وسرد نتائجه الخطيرة على الشيخ حسن البنا وعلى جماعة الإخوان المسلمين نفسها 00 وما ظهر من رد فعل السندى العنيف على هذا القرار بعد ذلك ، ويقول : { 00 وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها عبد الرحمن مجلس المحاسبة والمؤاخذة 00 أمام الأستاذ وقيادات النظام 00 بل لعلها المرة الأولى التي جلس فيها الأستاذ أيضا مجلس المواجهة الصريحة أمام نفسه وأمام قادة النظام ، إلى الدرجة التي يقول فيها لعبد الرحمن : أنا لم اقل لك 00 ولا أحمل المسئولية 00 وعبد الرحمن يرد : لا 00 أنت قلت لي 00 وتحمل المسئولية 0 ويتبرأ كلا منهما من دم الخازندار 00 ويخشى أمر أن يحمله على رأسه يوم القيامة 00 } 0
وهكذا يظهر جلياً أسلوب الاستهتار فى التعامل مع أرواح البشر 00 واسلوب القتل والاغتيال والتدمير 00 وتبرير كل ذلك بأسباب واهية سخيفة تصدر من قادة تنظيم الإخوان المسلمين00 بعد القتل والاغتيال والتدمير 00؟؟!!
ولكن بعد هذا الحادث الذي هز جماعة الإخوان المسلمين من داخلها هزاً 00 وبعد هذه الجلسة العاصفة التي شهدت اتهامات واتهامات مضادة00 وتكذيب وانكار00 بين المرشد وعبد الرحمن السندى 00 ومحاوله الطرفين الهروب من المسئولية00 ومن تبعات هذه الجرائم أمام الإخوان 00 وأمام الشعب 00 بل وأمام الله سبحانه وتعالى 00؟؟!! بعد كل هذا لم تتوقف أعمال القتل والتدمير والاغتيال والاستهتار بأرواح البشر ، كما يقول د0 عبد العزيز كامل فى ص 49 : { ولكن هل توقفت آلة القتل والتدمير عند ذلك 00؟! لقد كان عام 1948 ومطالع عام 1949 الأعوام الدموية عند الإخوان 00 أفعالا وردود أفعال 00 وسحبت وراءها ذيولا 00 وحفرت أخاديد 00 ومزقت أجسادا 00 وفتحت معتقلات بأتساع لم تعرفه مصر من قبل 000} 00؟؟!!


ويتحدث د0 عبد العزيز كامل عن عودة الشيخ حسن البنا من أداء فريضة الحج فى خريف عام 1948 ويقول فى ص 59: {00 ولكن الرجل عاد ليجد حوادث القنابل والانفجارات فى القاهرة، سلسلة توالت حلقاتها، انفجار ممر شيكوريل، شركة الإعلانات الشرقية، حارة اليهود، والى جوار الانفجارات مصرع المستشار الخازندار من رجال القضاء، ومصرع سليم زكى من رجال الأمن 0 ملامح الصورة يرسمها المسدس والقنبلة والديناميت 00 وكانت ملامح القلق بادية على وجهه 00000 ويأتي مصرع النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية ليضع الأستاذ فى أشد المواقف حرجا 00000 وتصدر عنه بعد مصرع النقراشي وثيقتة الخطيره : " ليسوا إخوانا 00 وليسوا مسلمين " 00 ورب قائل يقول : إن هذا كلة تم عن تراضى وتشاور بين الأستاذ وبين الذين قاموا بهذا الأمر ؟ ولكنه دفاع أهون منه الإدانة 00 والوقوف إلى جوار المسئولية 00 أو على الأقل عدم إدانة من قام بالأمر 00 بأنه ليس أخاً – وهذه تهون – وليس مسلماً0 والإسلام واضح فى هذا الموقف ، وحديث الرسول بين أيدينا : " من قال لأخيه يا كافر 00 فقد باء بها أحدهما"0}
وهنا يوجه د0 عبد العزيز كامل اتهاماً خطيراً للشيخ حسن البنا مرشد جماعة الإخوان المسلمين 00 وهى أنه بإصدار بيانه " ليس إخواناً 00 وليسوا مسلمين " 00 قد قام ليس فقط بالتبرؤ من أعضاء النظام العسكري السري الذين قاموا باغتيال النقراشي 00 ولكنه قام أيضا بتكفيرهم 00 وإخراجهم من ملة الإسلام 00؟؟!! وهو ما ظهرت أثارة الخطيرة – كما سنورد – بعد ذلك 00؟؟!!
ولكن هناك ملاحظة خطيره على مذكرات د0 عبد العزيز كامل " فى نهر الحياة " 00 وهى أنه لم يورد كلمه واحده عن حادث اغتيال مرشد الجماعة الشيخ حسن البنا 00؟؟!! وهو الحدث الذى زلزل جماعة الاخوان المسلمين 00 بل زلزل مصر كلها 00 وكأن د0 عبد العزيز كامل لم يرد أن يقحم نفسه فى أكاذيب وإشاعات رددتها الجماعة عن هذه الجريمة النكراء00؟؟!!
*****
وفى مذكرات الأستاذ على عشماوى القائد السابق للنظام الخاص ( التنظيم العسكري السري لجماعة الإخوان المسلمين ) بعنوان " التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين" (الطبعة الثانية عام 2006) يتحدث فيها عن الخلافات وأساليب الغدر والخيانة بين قادة جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم ، ويقول فى ص 21 : { لقد حدثت من قبل محاولات عديدة للانقلاب على الأستاذ حسن البنا نفسة 00 وهو مؤسس الجماعة 00 } كما يتحدث عن الأسلوب العنيف "والبأس " الذى يتعامل به الإخوان مع بعضهم البعض فى التنظيم ، ويقول : {00 فهذا تاريخهم مملوء بالعلامات الواضحة التى تؤرخ للخلافات الشديدة والبأس بين الأفراد 00 حتى وإن ادعوا غير ذلك 00 وحاولوا الظهور بالملائكية 00 فأن الحقيقة تظهر دائما صارخة للعيان 000 }00؟؟!!
ويتحدث الأستاذ على عشماوى فى مذكراته عن حادث خطير يفسر الكثير من الأحداث الغامضة فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، كما يفسر حادث اغتيال الأستاذ حسن البنا مرشد الجماعة 00 وهذا الحادث هو قيام عبد الرحمن السندى قائد التنظيم العسكري السري بقتل زميله فى نفس التنظيم المهندس / السيد فايز عندما اعتقد السندى أن فايز ينافسه على قيـــــــادة التنظيم العسكري 00 ويقول الأستاذ على عشماوى فى ص 25 : { 00 ولما بلغ السندى أن السيد فايز قد وضع ولاءه للمرشد الجديد 00 اشتاط غضباً 00 وكـــان شخصيه

ديكتاتورية 00 لا يحب أن ينازعه احد00أو ينافسه أحد00 وكان يقضى على جميع منافسيه حتى لا يكون على الساحة غيره 00 فأرسل للسيد فايز من يقتله 00 فأرسلت له علبة حلوى فى منزله 00 انفجرت حين فتحها 00} 00؟؟!!
وهى أقوال واعترافات خطيرة من أكبر القيادات فى جماعة الإخوان المسلمين 00 عن أحداث حدثت داخل الجماعة 00 أقل ما يقال عنها أنها أحداث خطيرة وصلت بقادة الجماعة إلى قتل بعضهم لمجرد التمسك بمنصب أو موقع فى الجماعة 00 كما أن حادث قتل المهندس / السيد فايز الذى قام به عبد الرحمن السندى 00 يضع السندى نفسه فى موضع الاتهام – بل أول المتهمين – بقتل الشيخ حسن البنا 00 بعد أن أقال السندى من منصبه وعين السيد فايز بدلا منه00؟؟!!
****

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فرق الإغتيال المصرية .. وقتل هانى لوقا ونرمين خليل ..!!؟؟ ( الجزء الأول )

الأزهر وداعش والإرهاب .. وقانون الحض على الكراهية ..!!؟؟ الجزء الأول - Islamic AL Azhar and terrorism in the world