الجيش الوهابى المصرى .. والحرب الدينية المقدسة ..!!؟؟





الجيش الوهابى المصرى .. والحرب الدينية المقدسة ..!!؟؟
بقلم  د / سيتى شنوده



   ترى ماهو سبب القسوة الشديدة و الوحشية   التي تعامل بها ضباط وجنود الجيش المصري مع المتظاهرين من  الرجال والنساء والأطفال المصريين والتي وصلت إلى قتل وإصابة وتعذيب وهتك  عرض  الآلاف منهم  ..!!؟؟هل السبب هو تنفيذ الأوامر الصادرة إليهم بتفريق المظاهرات ..!!؟؟ لا اعتقد  ذلك..!؟
أن ما فعلة ضباط وجنود  الجيش المصري تعدى مهمة  تفريق المظاهرات أو تنفيذ الأوامر .. بل كان لديهم دافع داخلي قوى  لقتل الثوار وتعذيبهم وسحلهم وهتك عرض الفتيات والسيدات بكل همة وحماس ووحشية .. وكأنهم في حرب دينية مقدسة لقتل  الكفار والخوارج من رجال ونساء الثورة  ..   فقد قامت  قوات الجيش المصري باستخدام أقصى درجات العنف غير المبرر حتى في الحروب بين الأعداء .. وقامت بقتل المتظاهرين والمتظاهرات العزل " بدم بارد "  برصاص حي في الرأس مباشرة , وبالضرب بالعصي والشوم حتى الموت ,  وبالقفز على أجساد المصابين والشهداء وضربهم بأحذية الجيش الثقيلة  ,  وبدهس المتظاهرين والمتظاهرات بالمدرعات في مشاهد لم نشاهدها في أفلام الرعب ..  إلى جانب قتل المتظاهرين  بغاز الأعصاب القاتل والفسفور الأبيض المحرم استخدامها دوليا بين الدول في الحروب   .. و قام " مغاوير " الجيش المصري  بتعذيب المتظاهرين والمتظاهرات بالصواعق الكهربائية وإطفاء السجائر في أجسادهم .. الى جانب هتك  عرض المتظاهرات وتعريتهن ولمس أجزاء حساسة من أجسادهن  وتهديدهن بالاغتصاب وإجبارهن على  كشف العذرية و  الوقوف عرايا تماماً أمام الرجال من ضباط وجنود الجيش المصري .. وهى جرائم لم نشاهدها  تُرتكب  من قبل في آي دولة من دول العالم  سواء من العصابات الهمجية او الجماعات الإرهابية  او حتى   جيوش الاحتلال في مصر أو خارج مصر .
      
  فهل تم تحويل الجيش المصري إلى جيش ديني وهابي عقائدي ..!!؟؟
وهل كان  ما حدث في ميدان التحرير وماسبيرو وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء بالقاهرة وغيرها من المحافظات  هو  حرب دينية مقدسة يقوم بها  " المؤمنون " في الجيش المصري  و المجلس العسكري " الإخوانى " وجماعة الإخوان المسلمين  ضد من اعتبروهم  من الكفار والخوارج من المسلمين والمسيحيين المعارضين , الذين يجب قتلهم وتعذيبهم ودهسهم بالمدرعات وهتك عرض نسائهم وإغتصابهن ..!!؟؟ وهل تم تدريب فرق محددة من الجيش المصري طوال سنوات عديدة  على فض المظاهرات و قتل الشعب  المصري وإرهابة بدلاً من قتال الأعداء الخارجيين  ..!!؟؟  .

  أن الجيوش في كل دول العالم يتم تدريبها على محاربة الأعداء الخارجين وحماية حدود البلاد من الغزاة الطامعين ..... ولكن متى و كيف تم تحويل  الجيش المصري إلى جيش عقائدي وهابى متعصب  يمتلئ بالحقد والشراسة والسادية ضد  المصريين -  المسلمين والمسيحيين  -  على الرغم من أنها عملية تستغرق سنوات طويل ..!!؟؟  ومتى وكيف تم تدريب الجيش المصري على فض المظاهرات بهذه الوحشية والكراهية  للشعب المصري الذي قاموا بقتلة وسحله وإرهابة وهتك عرضة  ..!!؟
لقد تم  استهداف فرق محددة في الجيش المصري من سنوات عديدة - ومنها فرق الشرطة العسكرية والصاعقة والمظلات والحرب الكيماوية  وفرق مكافحة الإرهاب الدولي ( فرقة 777 وفرقة 999 ) - وتم عمل غسيل مخ جماعي لهذه الفرق لتحويلهم إلى هذه الشخصيات السادية  المتعصبة المريضة التي  شاهدناها في ضباط وجنود الجيش المصري وهم يقتلون  الرجال والنساء والأطفال المصريين بدم بارد ووحشية غريبة تفوقت على وحشية الحيوانات الضارية في الغابات , إلى الدرجة التي كان يتجمع  فيها أكثر من عشرين ضابط و جندى على الضحية الواحدة سواء من الرجال أو النساء أو الأطفال ويستمرون في ضربة بالعصي والشوم والأحذية الثقيلة حتى الموت ..  وحتى بعد الموت ..!!؟؟  وفى احد هذه المشاهد المروعة قال جندى لزميلة بعد ان اعتقد ان احد المتظاهرين قد مات بعد الضرب الوحشي له :{ أضربه.. ده لسه  عايش}...وكان الجنود يقولون وهم يشجعون بعضهم على قتل الثوار: { ..موتوه ..موتوه .. دا لسه ماماتش ..}( جريدة البديل 24/12/2011  )

  لقد قام " الرئيس المؤمن" الأسبق محمد أنور السادات عام 1972 بإطلاق سراح جماعة الإخوان المسلمين من السجون وسمح لهم باختراق كل أجهزة الدولة ومؤسساتها  وعلى رأسها مؤسسة الجيش المصري  والأجهزة الأمنية ..وكانت هذه الجماعة " المحظورة !؟ " هي التنظيم السياسي والديني الوحيد في مصر المسموح له بممارسة النشاط السياسي العلني  في الجامعات والنقابات والمدارس والنوادي وغيرها من مؤسسات الدولة للعمل على اسلمة  أو " وهبنة "  كل مناحي الحياة في مصر   ..   وكانت المكافأة القيمة التي قدّموها  للسادات عن كل الخدمات التي قدمها للجماعة  هي ذبحة على الملأ وأمام شاشات التلفزيون يوم 6 أكتوبر 1981 ..وبعدها تمكنت هذه الجماعة الفاشية  من استكمال  اختراق كل الأجهزة والمؤسسات ومنها  الجيش المصري وتحويل فرق محددة منه  إلى وحوش ضارية متعصبة  متعطشة إلى دماء    " الكفار والخوارج  " من المعارضين و المخالفين لهم .. تمهيداً لاستخدام هذه  " الميليشيات الإرهابية "  ضد الشعب المصري في الوقت المناسب .. و تمهيداً " للإعلان الرسمي " عن استيلاء الإخوان على الحكم في مصر .
وقام المجلس العسكري بإطلاق هذه " الميليشيات الإرهابية " على الشعب المصري لا لتفريق المتظاهرين ومنعهم من الاعتصام .. ولكن لقتلهم وإرهابهم  وإرهاب  بقية الشعب المصري .. حتى لا يفتح إنسان فمة أو يعترض على حكم الجماعة " الربانية " التي تدعى أنها حصلت على توكيل عام من الله  لحكم مصر و المصريين بالحديد والنار ..!!؟؟

وأوضح دليل على نجاح  جماعة الإخوان المسلمين في اختراق الجيش المصري اختراقا كاملاً هو أن كل قادة الجيش المصري في المجلس العسكري الحاكم هم من الإخوان المسلمين الذين عقدوا الصفقات ودفعوا الجماعة بكل الوسائل الشريفة وغير الشريفة  لتولى الحكم في مصر ..
ومن الغريب أن جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر صمتت صمت القبور عما يقوم به المجلس العسكري من جرائم  ضد الإنسانية وضد الشعب المصري  و عن ما  يحدث للثوار من قتل وتعذيب وهتك عرض   من فبراير  2011 وحتى الآن  , بل الأدهى من ذلك أن  الجماعة عرضت على لسان محمود غزلان المتحدث الرسمي باسمها منح  " حصانة " للمجلس العسكري وبقية القتلة والمجرمين  الذين قتلوا المئات من الثوار وإصدار قانون  يحميهم من المحاكمة والعقاب عن كل هذه الجرائم التي وصلت إلى " جرائم حرب " ضد الشعب المصري  .. وعرضت الجماعة دفع " الدية "  من أموال الشعب المصري  لإسكات أهالي الشهداء عن القصاص من  قتلة أبناءهم وذويهم ..!!؟؟ ( جريدة البديل 2/1/2012 )   والأخطر من ذلك أن الجماعة " الربانية "  - وأثناء هذه المذبحة للشعب المصري - حرضت الجيش على مزيد من القتل وطالبت الجيش " بالضرب بيد من حديد " على من يعبث بالأمن ..!!؟؟( بوابة الأهرام الإليكترونية 22/12/2011 )
 والغريب أن هذه الجرائم الدنيئة  قد اُرتكبت  في حق الثوار  الذين  سرق هؤلاء القتلة ثورتهم وصعدوا على أكتافهم ودمائهم  إلى حكم  مصر ..

  لقد شاهد الشعب المصري والعالم كله مئات الصور وأفلام الفيديو التي وثقت جرائم المجلس العسكري و الجيش المصري التي لم نشاهدها من قبل في مصر أو في آي دولة أخرى في العالم ..!!؟؟
وفى حديث لأحد قادة القوات المسلحة هو اللواء عبد المنعم كاطو مستشار إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة عن  ضرب ضباط وجنود الجيش للفتاة المنقبة وتعريتها وسحلها في ميدان التحرير ,  أيد ما فعله  الجيش المصري من جرائم القتل وهتك العرض وسحل وتعرية المتظاهرات في الشوارع .. وقال : اتفاقية جنيف للأسرى تعطينا حق الضرب بالنار.. بل وطالب بوضع المتظاهرين في أفران  هتلر  ..!!؟؟  ( جريدة الشرق الوسط اللندنية و جريدة الدستور المصرية 22/12/2011  وجريدة الشروق المصرية 25/12/2011)... وهكذا أصبح  الشعب المصري أسير في وطنه  يحق للمجلس العسكري ضربة بالنار ووضعه في أفران هتلر إذا اعترض أو تظاهر أو طالب بمحاكمة قتلة أكثر من الفى شهيد ..!!؟؟
 ومن الملاحظ أن الجيش اهتم على وجه الخصوص بالنساء والفتيات  المتظاهرات والناشطات السياسيات وتعمد ضربهن بالعصي والشوم حتى الموت .. وتعمد تعذيبهن بالكهرباء  و هتك عرضهن وإذلالهن  وإجبارهن على كشف العذرية والوقوف عرايا تماماً  أمام الرجال من ضباط وجنود الجيش المصري ,  كما جاء في شهادة سميرة محمد في قضيتها التي رفعتها ضد الجيش المصري  ( جريدة البديل  26/9/2011 ) كما  تقدمت الدكتورة غادة كمال ببلاغ ضد المشيرمحمد  حسين طنطاوى واللواء حمدى بدين قائد الشرطة العسكرية والرائد حسام الدين مصطفى تتهمهم بالاعتداء عليها بالضرب المبرح وسحلها وتهديدها بالاغتصاب وقالت في شهادتها الموثقة لمركز النديم لمناهضة التعذيب والعنف : الجنود حطموا رؤوسنا  .. والضابط الملثم خطط لإغتصابى ( جريدة الفجر 23/12/2011 )
   ولم تسلم حتى الناشطات  المسنات من الخطف والاعتقال والتعذيب .. فقد تم اختطاف الناشطة السياسية  السيدة / خديجة الحناوى التي يلقبها المتظاهرون  ب "أم الثوار " في سيارة  من أمام  محكمة استئناف القاهرة وتم تقييد يديها وعصب عينيها  وتعذيبها وتهديدها للابتعاد عن ميدان التحرير والمتظاهرين .. !!؟؟ ( جريدة البديل 12/1/2012 )

كما روى الدكتور أحمد حسين عضو مجلس نقابة الأطباء تفاصيل إختطافة  وتعذيبه مرتين بواسطة الجيش والشرطة لإشتراكة في علاج المصابين في ميدان التحرير وجمع وتوثيق التقارير الطبية  لمصابي وشهداء شارع محمد محمود , وقال  : تم الاعتداء عليا بالضرب والسب وأنا مقيد من الخلف .. وتم حرق وإطفاء السجائر في جسدي وكنت بسمع أصوات تعذيب بحجرة بجوارى .. وتم تهديدي إذا لم أكف عن جمع التقارير الشرعية لمصابي وشهداء شارع محمد محمود  بإيذائى وتشويه مقربين منى بماء النار . ( جريدة البديل 24/12/2011 )
           وقد كشف تقرير دولي صادر عن  اللجنة التي شكلتها المفوضية الأوروبية من 100 عالم وطبيب متخصص من علماء الكيمياء والحرب الكيماوية الذي وثقوا فيه جرائم استخدام الأسلحة الكيماوية ضد المتظاهرين  في مصر في مناطق محمد محمود بالتحرير وميدان الممر بالإسماعيلية وسموحة بالإسكندرية في الفترة من 19 وحتى 24 نوفمبر 2011 , وأكد تقرير الحالة التشريحية لجثث الضحايا استخدام الفسفور الأبيض القاتل وغاز الأعصاب القاتل وغيرة من الأسلحة الكيماوية ضد المتظاهرين .. وجاء في التقرير أن الشرطة والجيش المصري استخدما نفس الأسلحة المحرمة التي استخدمتها إسرائيل ضد قطاع غزة عام 2008 , وقال التقرير الدولي ان قوانين المحكمة الجنائية الدولية تدين من أصدر الأوامر باستخدام هذه الأسلحة وتعتبره " مجرم حرب " . ( جريدة الدستور 26/12/2011 )

أن الجيش في - أي دولة - هو أهم مؤسسة يجب الابتعاد بها عن الخلافات العقائدية و " الأدلجة  " وعن تحويل الدين إلى عقيدة سياسية  للجيش لخدمة فئة معينة ومساعدتها على السيطرة على الوطن و الشعب .. بل يجب غرس مبدأ المواطنة  التي تساوى بين كل أفراد الشعب وطوائفه  في كل المؤسسات  - وأهمها المؤسسة العسكرية - حتى لا ننزلق إلى تحويل الجيش المصري إلى جيش عقائدي مثل جيش هتلر النازي  الذي حارب العالم كله ,  أو " ميليشيات الباسيج"  في أيران التي تُقمع الشعب  وتقتله , أو جيش السودان- التي يحكمها الإخوان المسلمين – والذي قتل وأغتصب أكثر من 400 ألف من المسلمين والمسلمات في دارفور بغرب السودان  .. وكل هذه الجرائم ضد الإنسانية تحدث  خدمة للحكام  الذين يدّعون أنهم يتحدثون بأسم الله  و  الذين يستخدمون  الدين  كمطية للوصول إلى الحكم واستعباد شعوبهم وقتلهم وتعذيبهم وهتك عرضهم وسرقة أموالهم  ..   بأسم الله    ..!!؟؟؟

seti77@gmail.com
قييم الموضوع: 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فرق الإغتيال المصرية .. وقتل هانى لوقا ونرمين خليل ..!!؟؟ ( الجزء الأول )

الأزهر وداعش والإرهاب .. وقانون الحض على الكراهية ..!!؟؟ الجزء الأول - Islamic AL Azhar and terrorism in the world